°•ღ°• منتديات ماى لاند °•ღ°•
|
|
| رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
MY LAND
الزعيم
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 26/06/2009 العمر : 37 الموقع : https://myland.yoo7.com
| موضوع: رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ الإثنين 17 أغسطس 2009, 10:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى... وبعد:
كتبه راجي عفو ربه الغفور د/ السيد العربي بن كمال غفر الله له ولوالديه وأهله وولده أجمعين
فإن شهر رمضان من الأزمان التي لها عند المسلمين مكانةٌ عظيمةٌ, هذه المكانة ليست مجرد شجون وتقدير لما يرتبطون به, لا بل هي مكانةٌ ترتبط بها القلوب والأبدان لما تجده النفوس من بهجةٍ وفرحةٍ واطمئنان وحب للخيرات وفعل للطاعات وتهيؤ عظيم في القلوب ولين في الأبدان لفعل الخيرات وترك المنكرات, ولاشك أن هذا يَشعر به كل مسلم وإن قل إيمانه لأن شهر رمضان هو زمنُ لين القلوب واطمئنانها ولو نسبياً, وزمنُ تعاون الناس على كثير من البر والطاعات, وفعل الخيرات, فأنت ترى الناس تختلف مسالكهم في رمضان عن غيره لوقوع الصيام منهم جماعة مما يجعل لهم صورة جماعية طيبة في بعض الأمور كإجتماع الناس في البيوت للإفطار حتى تخلو الطرقات في القرى والمدن من المارة إلا القليل, والتي لا تكون عادة كذلك في مثل هذه الأوقات في غير رمضان, وغير ذلك من المظاهر الجماعية والتي تحدث في رمضان ولا يمكن أن تحدث في غيره باستقراء الواقع إلا أن يشاء الله شيئا...
وذلك مثل اجتماع الناس على قيام رمضان, ومثل امتلاء المساجد في صلاة الفجر على غير عادة الناس في غير رمضان في أزماننا, هذا وغيره كثير يدل دلالة واضحة على تلك المكانة التي هي لهذا الشهر في قلوب العامة والخاصة من المسلمين, وتلك المكانة التي تكون في القلوب تتفاوت في قلوب المسلمين بما يترتب عليه تفاوتا بينا في مسالكهم وعاداتهم في هذا الشهر أفرادا وجماعات, وهذا التفاوت ليس هو فقط في المقدار والأثر والقوة لا بل هو أيضا في نوعه بمعنى أنه ليس فقط تفاوتا في كمه وقوته بل في كيفيته ونوعيته...
وصدق ربنا إذ يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: 4]... نعم فإن سعي الناس عموما في أمر دينهم ودنياهم لشتى خاصة في مثل تلك الأزمان الفضيلة, فبين مقدر لقدره ومضيع, وكاسب وخاسر, وموفق ومغبون, وضال ومهتد, وتقي وفاجر... عافانا الله من التضييع والخسران والغبن والضلال والفسوق والكفران وجعلنا بفضله ومنه وجوده من المؤمنين الفائزين في الدنيا والأخرة، في رمضان وغيره من شهور العام... آمين... آمين.
أيها الإخوة الكرام كيف نستقبل رمضان... وكيف نغتنمه؟
وقبل الإجابة أسأل نفسى وإياك أخي الكريم سؤالاً يقرب المسألة, وهو لو أن لك صاحب أو قريب أو رحم عزيز عليك, غاب عنك أحد عشر شهرا ثم علمت بمجيئه إليك زائراً عما قريب, ماذا أنت صانع لملاقاة واستضافة هذا الضيف والجائى الكريم العزيز عليك, ماذا أنت صانع؟...
سأترك الإجابة لك ولكن بشرط أن تجيب بإنصاف وموضوعية...
وإذا وفقك الله لإجابةٍ صحيحة منصفة بما يليق وشأن ضيفك وزائرك الذي افترضنا أنه عزيز بل عزيز جدا عليك... جدا... فاسأل نفسك ماذا هو الحال إذا كان هذا الزائر هو شهر رمضان المبارك؟، ونحن سوف نستقبل في غضون أيام هذا الضيف... هل تعرفه... وماذا أعددت له وكيف ستستقبله وتتعامل معه؟
وحتى نهتدي لما ينبغي علينا فعله في استقبال رمضان فضلا على اغتنامه فلابد أن نعرف أمور منها:
أولا: ما هو شهر رمضان؟ هــــــــو: الشهر التاسع في ترتيب الشهور التي هي عند الله أثنى عشر شهرا من يوم أن خلق الله السموات والأرض, وعلى الترتيب الذي أنشأه عمر رضي الله عنه...
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [سورة التوبة: 36].
وهــــــو: الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة: 185].
وهــــــو: الشهر الذي أبتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم.
وهــــــو: الشهر الذي جعل الله منه إلى رمضان الذي بعده كفارة لما بينهم.
بَوَبَ مسلم في كتاب الطهارة: باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر *، وفيه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر».
وهــو: الشهر الذى اذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان من الخير اسمع : عند البخاري في كتاب الصوم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة».
وفى رواية عنه أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».
وهــو: الشهر الذي جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبي الجنة والعلو في الدين: فعند البخاري في كتاب التوحيد: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة».
وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين: عن أبي هريرة حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وهــو: الشهر الذي جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم،عند البخاري في كتاب الحج: عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها: «ما منعك أن تحجين معنا؟»، قالت: "كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنة لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه"، قال: «فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة».
وفي رواية: «عمرة في رمضان تعدل حجة» متفق عليه.
وفي رواية: قال: «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي».
قوله: «عمرة في رمضان تعدل حجة» في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزيء عن حج الفرض.
وقال ابن العربي: "حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها".
وقال ابن الجوزي: "فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وخلوص المقصد".
وهــو: الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فى دين وعمل العبد المؤمن، فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».
وعند مسلم في كتاب صلاة المسافرين: عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي: «والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و والله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها».
وأنت تعلم قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]....
وهـــو: خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين: ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشفاءه من قبل أن يدخل ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع]... والحديث وإن كان فيه ضعف إلا أان معناه عظيم وواقع بين الناس جلي...
وإذا نظرت ترى أن ذلك وكأنه واقع يراه القاصى والداني... المؤمنون يعدون عدة البر يجهز زكاة ماله لينفقها في رمضان... ويرتبون المال للتوسيع على الأهل والأولاد... ويعدون أسباب إعانة المساكين والفقراء... وكذا إطعام الصائمين.... وفي المقابل المنافقون ممن يعدون العدة بالأفلام والتمثليات والفوازير....ألخ.... فهذا الشهر هو بحق غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر والمنافق...
** ولو ظللت أعرف بمن يكون هو هذا الضيف العزيز ما وفيت الكلام على مكانته ولكن المقصود هو كيف نستقبل هذا الضيف المكرم؟... كـــيف؟؟
ومن ثم لابد أن أذَكِر أولاُ بأمور هامة أولها: نحن المسلمين لكم أسأنا استقبال هذا الضيف في أعوام سابقة لأنه لطالما يزورنا ويأتينا كل عام في نفس الموعد وهو ضيف كريم يأتي بالهدايا الكثيرة العظيمة النفع التي يحتجها كل أحد من الخلق وخاصة المسلمين ونحن نقابل ذلك بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا ونرمي في وجهه ما لا يعجبنا ونحن في ذلك من المغبونين...
وصدق ربنا اذ يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [سورة الليل: 4]... نعم إن سعي العباد في الدين لشتى, وخاصة في رمضان, فمضيع ومستهتر ومغبون ومفتون وغير ذلك من مسالك الباطل والتضييع, ولكن هناك أهل الحكمة وشكر النعمة... -جعلنا الله منهم-.. أهل تقدير العطايا والمنح الربانية- الذين يرجون ثواب ربهم ويخافون عذابه ويتقون سخطه بطلب مرضاته - نعم هم من يطلبون النجاة ويسلكون مسالكها فيعرفون لرمضان قدره ويستقبلونه بالتوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات.
عدل سابقا من قبل MY LAND في الإثنين 17 أغسطس 2009, 11:02 pm عدل 1 مرات | |
| | | MY LAND
الزعيم
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 26/06/2009 العمر : 37 الموقع : https://myland.yoo7.com
| موضوع: رد: رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ الإثنين 17 أغسطس 2009, 10:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى... وبعد:
فإن شهر رمضان من الأزمان التي لها عند المسلمين مكانةٌ عظيمةٌ, هذه المكانة ليست مجرد شجون وتقدير لما يرتبطون به, لا بل هي مكانةٌ ترتبط بها القلوب والأبدان لما تجده النفوس من بهجةٍ وفرحةٍ واطمئنان وحب للخيرات وفعل للطاعات وتهيؤ عظيم في القلوب ولين في الأبدان لفعل الخيرات وترك المنكرات, ولاشك أن هذا يَشعر به كل مسلم وإن قل إيمانه لأن شهر رمضان هو زمنُ لين القلوب واطمئنانها ولو نسبياً, وزمنُ تعاون الناس على كثير من البر والطاعات, وفعل الخيرات, فأنت ترى الناس تختلف مسالكهم في رمضان عن غيره لوقوع الصيام منهم جماعة مما يجعل لهم صورة جماعية طيبة في بعض الأمور كإجتماع الناس في البيوت للإفطار حتى تخلو الطرقات في القرى والمدن من المارة إلا القليل, والتي لا تكون عادة كذلك في مثل هذه الأوقات في غير رمضان, وغير ذلك من المظاهر الجماعية والتي تحدث في رمضان ولا يمكن أن تحدث في غيره باستقراء الواقع إلا أن يشاء الله شيئا...
وذلك مثل اجتماع الناس على قيام رمضان, ومثل امتلاء المساجد في صلاة الفجر على غير عادة الناس في غير رمضان في أزماننا, هذا وغيره كثير يدل دلالة واضحة على تلك المكانة التي هي لهذا الشهر في قلوب العامة والخاصة من المسلمين, وتلك المكانة التي تكون في القلوب تتفاوت في قلوب المسلمين بما يترتب عليه تفاوتا بينا في مسالكهم وعاداتهم في هذا الشهر أفرادا وجماعات, وهذا التفاوت ليس هو فقط في المقدار والأثر والقوة لا بل هو أيضا في نوعه بمعنى أنه ليس فقط تفاوتا في كمه وقوته بل في كيفيته ونوعيته...
وصدق ربنا إذ يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: 4]... نعم فإن سعي الناس عموما في أمر دينهم ودنياهم لشتى خاصة في مثل تلك الأزمان الفضيلة, فبين مقدر لقدره ومضيع, وكاسب وخاسر, وموفق ومغبون, وضال ومهتد, وتقي وفاجر... عافانا الله من التضييع والخسران والغبن والضلال والفسوق والكفران وجعلنا بفضله ومنه وجوده من المؤمنين الفائزين في الدنيا والأخرة، في رمضان وغيره من شهور العام... آمين... آمين.
أيها الإخوة الكرام كيف نستقبل رمضان... وكيف نغتنمه؟
وقبل الإجابة أسأل نفسى وإياك أخي الكريم سؤالاً يقرب المسألة, وهو لو أن لك صاحب أو قريب أو رحم عزيز عليك, غاب عنك أحد عشر شهرا ثم علمت بمجيئه إليك زائراً عما قريب, ماذا أنت صانع لملاقاة واستضافة هذا الضيف والجائى الكريم العزيز عليك, ماذا أنت صانع؟...
سأترك الإجابة لك ولكن بشرط أن تجيب بإنصاف وموضوعية...
وإذا وفقك الله لإجابةٍ صحيحة منصفة بما يليق وشأن ضيفك وزائرك الذي افترضنا أنه عزيز بل عزيز جدا عليك... جدا... فاسأل نفسك ماذا هو الحال إذا كان هذا الزائر هو شهر رمضان المبارك؟، ونحن سوف نستقبل في غضون أيام هذا الضيف... هل تعرفه... وماذا أعددت له وكيف ستستقبله وتتعامل معه؟
وحتى نهتدي لما ينبغي علينا فعله في استقبال رمضان فضلا على اغتنامه فلابد أن نعرف أمور منها:
أولا: ما هو شهر رمضان؟ هــــــــو: الشهر التاسع في ترتيب الشهور التي هي عند الله أثنى عشر شهرا من يوم أن خلق الله السموات والأرض, وعلى الترتيب الذي أنشأه عمر رضي الله عنه...
قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [سورة التوبة: 36].
وهــــــو: الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [سورة البقرة: 185].
وهــــــو: الشهر الذي أبتعث الله فيه نبيه وخليله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم.
وهــــــو: الشهر الذي جعل الله منه إلى رمضان الذي بعده كفارة لما بينهم.
بَوَبَ مسلم في كتاب الطهارة: باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر *، وفيه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر».
وهــو: الشهر الذى اذا دخلت أول ليلة من لياليه كان ما كان من الخير اسمع : عند البخاري في كتاب الصوم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة».
وفى رواية عنه أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».
وهــو: الشهر الذي جعل الله فيه لأصحاب الذنوب والخطايا المخرج وكذلك لطالبي الجنة والعلو في الدين: فعند البخاري في كتاب التوحيد: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا ننبئ الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة».
وعند مسلم فى كتاب صلاة المسافرين: عن أبي هريرة حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وهــو: الشهر الذي جعل الله فيه العمرة كحجة ليس هذا فحسب بل كحجة معه صلى الله عليه وسلم،عند البخاري في كتاب الحج: عن عطاء قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يخبرنا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها: «ما منعك أن تحجين معنا؟»، قالت: "كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنة لزوجها وابنها وترك ناضحا ننضح عليه"، قال: «فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة».
وفي رواية: «عمرة في رمضان تعدل حجة» متفق عليه.
وفي رواية: قال: «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي».
قوله: «عمرة في رمضان تعدل حجة» في الثواب، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزيء عن حج الفرض.
وقال ابن العربي: "حديث العمرة هذا صحيح وهو فضل من الله ونعمة فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها".
وقال ابن الجوزي: "فيه أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وخلوص المقصد".
وهــو: الشهر الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر فى دين وعمل العبد المؤمن، فعند البخارى فى كتاب صلاة التراويح:عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».
وعند مسلم في كتاب صلاة المسافرين: عن زر قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أصاب ليلة القدر فقال أبي: «والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني و والله إني لأعلم أي ليلة هي هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها».
وأنت تعلم قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]....
وهـــو: خير الشهور على المؤمنين وشر الشهور على المنافقين: ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله ما مر على المسلمين شهر هو خير لهم منه ولا يأتي على المنافقين شهر شر لهم منه إن الله يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل ويكتب وزره وشفاءه من قبل أن يدخل ذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة ويعد فيه المنافق إغتياب المؤمنين واتباع عوراتهم فهو غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر» [الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع]... والحديث وإن كان فيه ضعف إلا أان معناه عظيم وواقع بين الناس جلي...
وإذا نظرت ترى أن ذلك وكأنه واقع يراه القاصى والداني... المؤمنون يعدون عدة البر يجهز زكاة ماله لينفقها في رمضان... ويرتبون المال للتوسيع على الأهل والأولاد... ويعدون أسباب إعانة المساكين والفقراء... وكذا إطعام الصائمين.... وفي المقابل المنافقون ممن يعدون العدة بالأفلام والتمثليات والفوازير....ألخ.... فهذا الشهر هو بحق غنمٌ للمؤمن ونقمةٌ على الفاجر والمنافق...
** ولو ظللت أعرف بمن يكون هو هذا الضيف العزيز ما وفيت الكلام على مكانته ولكن المقصود هو كيف نستقبل هذا الضيف المكرم؟... كـــيف؟؟
ومن ثم لابد أن أذَكِر أولاُ بأمور هامة أولها: نحن المسلمين لكم أسأنا استقبال هذا الضيف في أعوام سابقة لأنه لطالما يزورنا ويأتينا كل عام في نفس الموعد وهو ضيف كريم يأتي بالهدايا الكثيرة العظيمة النفع التي يحتجها كل أحد من الخلق وخاصة المسلمين ونحن نقابل ذلك بأن نأخذ من هداياه ما يعجبنا ونرمي في وجهه ما لا يعجبنا ونحن في ذلك من المغبونين...
وصدق ربنا اذ يقول: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [سورة الليل: 4]... نعم إن سعي العباد في الدين لشتى, وخاصة في رمضان, فمضيع ومستهتر ومغبون ومفتون وغير ذلك من مسالك الباطل والتضييع, ولكن هناك أهل الحكمة وشكر النعمة... -جعلنا الله منهم-.. أهل تقدير العطايا والمنح الربانية- الذين يرجون ثواب ربهم ويخافون عذابه ويتقون سخطه بطلب مرضاته - نعم هم من يطلبون النجاة ويسلكون مسالكها فيعرفون لرمضان قدره ويستقبلونه بالتوبة وفعل الخيرات وترك المنكرات.
| |
| | | MY LAND
الزعيم
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 26/06/2009 العمر : 37 الموقع : https://myland.yoo7.com
| موضوع: رد: رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ الإثنين 17 أغسطس 2009, 10:59 pm | |
| * واعلم أن الألفة من شيم المؤمنين: ففى الحديث: «المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس» [أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء عن جابر,وفي صحيح الجامع برقم: 6662, وقال حسن].
وفي الحديث أيضا: «المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» [أخرجه أحمد في مسنده عن سهل بن سعد, وفى صحيح الجامع برقم : 6661, وقال صحيح].
وفى الحديث: «المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم» [أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة.وفى صحيح الجامع برقم : 6653 ,وقال حسن]، قال في (لسان العرب): وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم: أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ، يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ وقال ابن الأثير في (النهاية): "والخًبُّ بالفتح: الخدَّاعُ، وهو الجُزْبُرُ الذي يسعى بين الناس بالفَسَاد".
* واعلم أن الصبر على أذى الناس من الإيمان لأنه من عظيم حسن الخلق: ففى الحديث: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم» [أخرجه أحمد في مسنده والبخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة عن ابن عمر,وفى صحيح الجامع برقم : 6651, وقال صحيح].
أرأيت أخي هذا بعض ما في حسن الخلق من فضائل وخيرات وبركات, فلما لا نجبر النقص ونسد الخلل ونحصل ذلك الخير الكثير ونذوق الحُسنَ بعد السوء والحلو بعد المر والإحسان في المعاشرة بدلا من الإساءة والتعدي, ما أحلى حسن الخلق وما أحلى مذاقه , فلنجعل من رمضان بداية عهد جديد, فلنستقبل رمضان بحسن الخلق ولين الجانب وحسن الطوية ومحاولة الائتلاف فيما بيننا عسى ربنا أن يرحمنا.
فهذا يا أخى رابعا مما نحاول أن نجعله من مقتضيات استقبال شهر رمضان ذلك الضيف الكريم.
*وخامسا: المؤمن عف اللسان: إن سوء اللسان من سوء الخلق ولكنه أخطره ولذلك ينبغي أن نعرف هذه الخطورة ونحذرها ولعل كثير الشقاق بيننا وعدم الألفة والتفرق بين أصحاب النهج الواحد بل إن من أعظم ما يخلق العداوة بين الأولياء والأرحام والأصهار حتى بين الرجل وامرأته كثير منها -إن لم تكن كلها- بسبب سوءات اللسان... نعم إن للسان خطورة شديدة ومن أعظمها خطورة بعد التكلم بالكفر والعياذ بالله... سب المؤمن... ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة» [الطبراني في الكبير عن ابن عمرو, وفي صحيح الجامع برقم : 3586 ، وقال حسن].
وقال أيضا صلى الله علبه وسلم: «ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء عُذب به يوم القيامة، ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله» [متفق عليه].
وفي الحديث: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي » [أحمد في مسنده والبخاري في الأدب وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود, وفي صحيح الجامع برقم: 5381، وقال صحيح].
وفي الحديث: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».
ولهذا ينبغي أن نعلم أن فرقة الصف, وتفرق الجمع, وفك حزمة المسلمين, يرجع سبب ذلك الى أمور, لعل من أعظمها التلاعن بين المسلمين, فكل جماعة تلعن أختها ولو من طرف خفي, وكل فرد يلعن من ليس في حزبه أو جماعته فتزداد بذلك الفرقة, وتتعمق به الغربة بين المسلمين, وهذا لا يرضي إلا أعداء الإسلام الذين يسعون في المسلمين منذ أمد بعيد بمبدأ فرق تسد, وقد نجحوا فى ذلك مع الأسف, وما ذلك إلا بسبب بعد المسلمين عن هدي نبيهم وشريعة ربهم, وباتوا يلهثون وراء الغرب الكافر الذي هو موطن أعدائهم, ومحل مبغضيهم وحاسديهم, باتوا يتخذونهم أولياء ويتبعونهم فى كل صغيرة وكبيرة حتى فرقوهم وجعلوهم شراذم متباغضين متناحرين, حتى قامت بين المسلمين الحروب, فبدلا من أن يتوجه المسلم بسلاحه وقوته وضربته إلى أعدائه الحقيقيين من الكفار والملحدين ومن اليهود والنصارى وأشياعهم من دول الغرب الكافرة, بدلا من هذا يجعل قوته ورميته في صدر أخيه المسلم, فإنا لله وإنا اليه راجعون... ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
فلهذا أخي الكريم ينبغي أن نتفطن لما أوقعنا فيه عدونا, وقد ذقنا مرارة التفرق والتلاعن والسب والمقاتلة حتى كدنا نُستنزف لصالح أعدائنا, لنتنبه إلى مثل هذه الأمور العظام ونخرج أنفسنا من ورطة الغفلة التى وضعنا فيها بُعدُنا عن ديننا هذا واحد, والثاني تربص ومكر أعدائنا, قد تكون هناك أسباب أخرى لكن الكل يكاد يتفق على هذين السببين, وينبغي أن يكون أخوك هو أخوك يشد عضدك يحوطك من ورائك.
* أرأيت أخي كيف ينبغى أن نجعل من رمضان منطلق لربط الأوصال لجمع الجماعة الحق التي لا يحب الله غيرهم ويده سبحانه فوق أيديهم, فلنجعل من استقبالنا للشهر الفضيل مقاطعة للسب والتلاعن والتهاجر, ونجعل من دخول رمضان علينا نقطة تحول الى الوحدة والتماسك والترابط كالبنيان, ونذر كل سبب للفرقة والشرذمة ولنتخذ من عفة اللسان وحسن الكلام سبيلا إلى ذلك والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... فهذا يا أخي الحبيب خامسا.
*سادسا:......الصدقة: وما أدراك ما الصدقة وما أثرها في القلوب وعلى الأبدان والأموال وعظم الأجر, وخاصة فى شهر الصدقات والجود والكرم...
والصدقة فى القرآن جاء ذكرها بما يدل على عظيم قدرها: قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [سورة البقرة: 271].
وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: 261].
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [سورة الحديد: 18].
وقال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 280].
وقال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [ سورة البقرة: 276].
فهذا بعض شأن الصدقة فى القرآن والسنة بينت أن الصدقة باب عظيم لكثير من الخير فى الدنيا والأخرة، فالصدقة من أعظم أسباب فكاك النفس من قيد الشيطان وإخراجها من سلطانه وهي من أعظم ما يصد عنه الشيطان والعياذ بالله تعالى: ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين شيطانا» [أخرجه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عن بريدة, وفي صحيح الجامع برقم : 5814 ، وقال صحيح].
وذلك لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة اللّه والشياطين بصدد منع الإنسان من نيل هذه الدرجة العظمى فلا يزالون يأبون في صده عن ذلك والنفس لهم على الإنسان ظهير لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل اللّه فإنما يكون برغمهم جميعاً، ولهذا كان ذلك أقوى دليلاً على استقامته وصدق نيته ونصوح طويته والظاهر أن ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد كنظائره.
والصدقة من أعظم أسباب التداوى ففى الحديث الصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «داووا مرضاكم بالصدقة» [أخرجه أبو الشيخ في الثواب عن أبي امامة, وفي صحيح الجامع برقم: 3358، وقال حسن]، والمراد: من نحو إطعام الجائع, واصطناع المعروف لذي القلب الملهوف, وجبر القلوب المنكسرة كالمرضى من الغرباء والفقراء والأرامل والمساكين الذين لا يؤبه بهم, وكان ذوو الفهم عن اللّه إذا كان لهم حاجة يريدون سرعة حصولها كشفاء مريض يأمرون باصطناع طعام حسن بلحم كبش كامل ثم يدعون له ذوي القلوب المنكسرة, قاصدين فداء رأس برأس, وكان بعضهم يرى أن يخرج من أعز ما يملكه فإذا مرض له من يعز عليه تصدق بأعز ما يملكه من نحو جارية أو عبد أو فرس يتصدق بثمنه على الفقراء من أهل العفاف.
قال الحليمي: "فإن قيل: أليس اللّه قدر الأعمال والآجال والصحة والسقم فما فائدة التداوي بالصدقة أو غيرها، قلنا: يجوز أن يكون عند اللّه في بعض المرضى أنه إن تداوى بدواء سلم, وإن أهمل أمره أفسد أمره المرض فهلك".
ثم الصدقة سهلة ميسورة والكل يمكنه التصدق مهما كان حالة فالتصدق نوعان:
الأول: صدقة الاحتساب: ويدل عليها الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة» [أخرجه أحمد في المسند والطبراني عن المقدام بن معد يكرب, وفي صحيح الجامع برقم: 5535، وقال صحيح] .
والثاني: صدقة البذل: ويدل عليها ما جاء من مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول» [أخرجه مسلم] .
والمعنى: أي ما بقيت لك بعد إخراجها كفاية لك ولعيالك واستغناء كقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [سورة البقرة: 219].
ومن هنا نعرف أن التصدق سهل على كل واحد منا... ومن المهم أن نعرف بعض ما يعظم أجر الصدقة فمن ذلك ما جاء في الحديث الصحيح: «أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان» [متفق عليه].
وفي الحديث أيضا: «أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول» [أخرجه أبو داود والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة, وفي صحيح الجامع برقم: 1112، وقال صحيح].
وانظر معي إلى ما جاء في هذا الحديث الصحيح: «أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح» [أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي أيوب، وفي صحيح الجامع برقم : 1110 ، وقال صحيح]. و"الكاشح": العَدُوُّ الذي يُضْمِر عَداوَته ويَطْوي.
يعني: أفضل الصدقة على ذي الرحم المضمر العداوة في باطنه فالصدقة عليه أفضل منها على ذي الرحم الغير كاشح لما فيه من قهر النفس للإذعان لمعاديها وعلى ذي الرحم المصافي أفضل أجراً منها على الأجنبي لأنه أولى الناس بالمعروف.
| |
| | | MY LAND
الزعيم
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 26/06/2009 العمر : 37 الموقع : https://myland.yoo7.com
| موضوع: رد: رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ الإثنين 17 أغسطس 2009, 11:00 pm | |
| وأحرص أخي في أمر التصدق على ذوي الأرحام ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم أثنتان: صدقة، وصلة الرحم» [أخرجه أحمد في مسنده والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن سلمان بن عامر, وفى صحيح الجامع برقم : 3858، وقال صحيح].
** والكلام على الصدقة سيل لاينقطع... فهذا يا أخى الحبيب غيض من فيض وقطرة من سيل ولعل فيه الكفاية لمن أراد الهداية.... فاحرص أيها المريد للخير أن تجعل من استقبالك لرمضان نقطة انطلاق إلى رحابة البذل خروجا من قيد الشح والبخل وتذكر قول الله تعالى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [سورة محمد: 38].
فلعل ذلك يكون سببا في الانتصار على هوى النفس الأمارة بالسوء وإخراجها من ظلماتها, وذلك مع ورود أنوار رمضان فيكون نور فوق نور, فلنستقبل رمضان بفعل الخيرات التي منها الصدقة... هذا يا أخي سادسا...أما السابع فهو...
*السابع: المجاهدة... مجاهدة النفس التي هي طريق الجهاد بالنفس: إن الذين تتوق نفوسهم للجهاد في سبيل الله جل وعلا... ويتكلمون في ذلك الأمر كثيرا, لعلهم لايعلمون أن في رمضان فرصة كبيرة لتربية النفس, وإقامة معسكر لإعداد من يريد أن يكون من المجاهدين, لأن الجهاد بالنفس يبدأ بجهاد النفس وتربيتها أولا... نعم بجهاد النفس أولا...
ولابد للمؤمن... الذي تتوق نفسه بصدق إلى الجهاد في سبيل الله... لابد له من تربية النفس وتخليصها مما يهلكها, لابد أن يجعل من الدنيا سجن عما حرم الله وعما يفسد الدين وينقص الإيمان, وهي كذلك للمؤمن ولابد ففى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر» [أخرجه أحمد في مسنده ومسلم فى صحيحه والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة]... أرأيت أخي كيف هي الدنيا للمؤمن...
ولذلك فالله لا يصطفى أهل المعاصي والتولي عن الحق وعن نصرته, المنهزمون في أنفسهم والذين ذلوا لشهواتهم, الله لايتخذ ولا يأتي بهؤلاء بل يأتي بمن يجاهدون أنفسهم بتربيتها على الحق والتخلص من أسر وقيود الشهوات والأهواء, حتى تخلص لربها ثم يختارهم ويأتي بهم لشرف الجهاد بالنفس... قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة المائدة: 54].
ثم إذا أفلح العبد في مجاهدة نفسه لعله يفلح بإذن الله في الجهاد سواء بالسيف أو باللسان ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه» [أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في الكبير عن كعب بن مالك, وفى صحيح الجامع برقم: 1934، وقال صحيح].
أيها الأخوة الشباب جاهدوا أنفسكم لأنفسكم أولا حتى تستمروا في المسيرة بلا فتن أو انقطاع أو انقلاب... وهنيئا لمن شاب في الإسلام هنيئا... ففى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلم قال: «الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع بها درجة» [أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو, وفى صحيح الجامع برقم: 3748، وقال حسن].
فلنجعل نحن معشر المسلمين, من رمضان وصيامه, وقيامه, والتصدق, والتلاوة القرآنية التي لا تنقطع الا لنوم أو خلاء أو طعام, ولا مانع أن تقرأ الحائض والجنب مما يحفظ حتى تطهر فيقرأ من المصحف, وهكذا الذكر الدائم وبذل المعروف, وإفطار الصائمين من المال الحلال ولو تمرة, وإدخال السرور على الضعفاء والمساكين والأرامل والفقرأء، وخيرهم من كان يتيما وخاصة من كان من أهل الصلاح وعمل الخير, وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران, وحسن الخلق مع الأهل والأصحاب والعشيرة, والأزواج والذرية, وغيرهم والعفوا فى أيام العفو, وانظار ذوي الإعسار, وإسقاط الدين عمن لايجد وأنت تقدر ولو من زكاة المال, والأمر بالمعروف برفق ومعروف وإصلاح, والنهي عن المنكر بما لايترتب عليه منكر أكبر, وكذلك ما هو أعظم من الإخلاص لله فى كل قول وعمل, والمحافظة على الصلوات فى وقتها جماعة للاستكثار من الأجر, وبر الوالدين وخفض جناح الرحمة لهم, كل ذلك يكون مع مجاهدة النفس فى ترك المنكرات سواء ما كان دائما أو عَرَضا, فان من أعظم أسباب الإعانة على فعل الخيرات ترك المنكرات.... كل هذا وغيره ينبغى أن يستقبل به العبد شهر رمضان , ويغتنمه ليكون معسكر اعدادٍ للجهاد, نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.... هذا يا صاحبي وأخي في الله سابعا فى مسيرة استقبال... واغتنام رمضان المبارك.....
*ثم الثامن: الفرق بين المؤمن والمنافق : عرفنا فيما سبق ان شهر رمضان هو خير الشهور على المؤمنين, وشر الشهور على المنافقين, ومن أعظم علامات النفاق هى الانكسار أمام الفتن, كما تنكسر الأزرة أمام الريح, بينما المؤمن مثل السنبلة تميل مع الريح ثم تعود قائمة لاتنكسر, عفانا الله من النفاق وشؤمه, وجعَلنا من أهل الإيمان الصادقين المخلصين... آمين... آمين.
ففى الحديث: «مثل المؤمن كمثل خامة الزرع: من حيث أتتها الريح كفتها، فإذا سكنت اعتدلت؛ وكذلك المؤمن. يكافأ بالبلاء. ومثل الفاجر كالأرزة: صماء معتدلة حتى يقصمها الله تعالى إذا شاء» [ متفق عليه].
وفي الحديث: «مثل المؤمن مثل السنبلة: تميل أحيانا، وتقوم أحيانا» [أخرجه أبو يعلى في مسنده والضياء عن أنس, وفي صحيح الجامع برقم: 5845، وقال صحيح].
وفى الحديث: «مثل المؤمن مثل السنبلة: تستقيم مرة، وتَخِر مرة، ومثلُ الكافر مثل الأرزة: لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر» [أخرجه أحمد في مسنده والضياء عن جابر,وفى صحيح الجامع برقم : 5844 ، وقال صحيح].
ولذلك ينبغى أخي أن تجعل من رمضان وما فيه من صنائع المعروف بداية عهد جديد وباب عظيم لمراجعة النفس طلبا للخلاص من النفاق, حتى يكون رمضان لك من خير الشهور, ولأن الفوز مع الإخلاص, والهلاك مع النفاق, عافانا الله بفضله وجوده وكرمه... ولابد أن تعلم أخى أمرا هام فى هذا المقام وهو أن كل ما تقدم لنفسك من خير تجده فى الأخرة لايضيع أبدا... لا يضع.... لايضيع أجر المؤمن عند الله أبدا:
قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة المزمل: 20].
وفى الحديث: «إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة: يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا» [أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن أنس].
والله يستر المؤمن فى الأخرة: ففى الحديث: «إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك، قال: فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يُعطى كتاب حسناته بيمينه... وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين» [متفق عليه].
ولذلك ينبغى أن تكون القوة فى الدين: ففى الحديث: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير إحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، لكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان» [أحمد, مسلم، عن أبي هريرة].
ولابد أن يكون العمل لله وللآخرة هو الهم: ففى الأثر: "أعظم الناس هما المؤمن، يهتم بأمر دنياه وبأمر آخرته".... [إبن ماجة عن أنس...ولعله لايصح مرفوعا].
ولاتتمنى الموت مهما كانت الفتنة أو المصيبة، ففى الحديث عن أنس رضي اللّه عنه قال: قال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ المَـــوْتَ مِنْ ضُرّ أصَابَهُ، فإنْ كانَ لا بُدَّ فاعِلاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيْراً لي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي» [أخرجه البخاري ومسلم].
وفي الحديث: «لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا» [أخرجه أحمد في المسند ومسلم عن أبي هريرة].
وهذه الفتن البلايا وراءها مع الإيمان الأجر أو حط الخطايا وتكفير الذنوب: فعند مسلم فى كتاب البر والصله: عن الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة»، وفي رواية: عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت عنه بها خطيئة»، وفي رواية: عن أبي سعيد وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته».
| |
| | | MY LAND
الزعيم
عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 26/06/2009 العمر : 37 الموقع : https://myland.yoo7.com
| موضوع: رد: رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ الإثنين 17 أغسطس 2009, 11:01 pm | |
| والثأر الربانى:*من آذى لى وليا: في الحديث: «إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته» [البخاري عن أبي هريرة].
وهكذا ينبغى أن يكون رمضان وما فيه من نفحات ربانية, هو سببل الصلاح والإصلاح, فالنفس لينه بفضل الله وبسبب الصيام, والناس بينهم شعور جماعي بأن هذه الأيام ليست كسائر الأيام, والوقت لاينبغى أن تكون فيه برحة بغير طاعة, فالنهار صيام وذكر وتلاوة, والليل قيام وسماع القرآن, ورؤية الناس مجتمعين على طاعة, ذلك كله يبعث على انكسار لهيب الشهوات, وميل النفس لفعل الخيرات, وتهيؤ النفوس للطاعات بما لاتكون مهيئة عليه فى غير رمضان, هذا وغيره كثير يُعد بمثابة عوامل.... بفضل الله تعالى... مساعدة على أن نجعل من شهر رمضان معسكر إيمانى كبير... وإياك أخى الكريم أن تستقبل رمضان على حال المغبونين المفرطين المضيعين, الذين كادوا أن يهلكوا من شدة الظمأ ثم يردون الماء ويعدون أشد ظمأً.... فتلك فرصةٌ عظيمةٌ لاتضيعها, فمن أحياه الله الى رمضان فقد من عليه منة كبيرة, تستوجب الشكر, فمن شكر نجا ومن كفر النعمة هلك.... نعوذ بالله من الهلاك.
وفي الحديث: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة» [أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي هريرة, وفي صحيح الجامع برقم:3510، وقال صحيح]، و"رغم": بكسر الغين، وتفتح و بفتح الراء قبلها: أي لصق أنفه بالتراب، وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان...
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة....
وصلى اللهم وسلم على محمدٍ وصحبه أجمعين ....
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك...
كتبه راجي عفو ربه الغفور د/ السيد العربي بن كمال غفر الله له ولوالديه وأهله وولده أجمعين | |
| | | | رمضان... كيف نستقبله؟ وكيف نغتنمه؟ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|